responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسائل الأدبية المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 408
وإضماره لؤم، حتّى تصحّ القسمة، ويعتدل الوزن.
وأنا أعوذ بالله من تذكير يناسب الاقتضاء، ومن اقتضاء يضارع الإلحاح.
ومن حرص يعود إلى الحرمان، ومن رسالة ظاهرها زهد، وباطنها رغبة. فإنّ أسقط الكلام وأوغده، وأبعده من السّعادة وأنكده، ما أظهر النّزاهة وأضمر الحرص، وتجلّى للعيون بعين القناعة، واستشعر ذلّة الافتقار.
وأشنع من ذلك، وأقبح منه وأفحش، أن يظنّ صاحبه أنّ معناه خفيّ وهو ظاهر، وتأويله بعيد الغور وهو قريب القعر.
فنسأل الله تعالى السّلامة فإنّها أصل النّعمة عليكم، ونحمده على اتّصال نعمتنا بنعمتكم، وما ألهمنا الله من وصف محاسنكم.
والحمد لله الذي جعل الحمد مستفتح كتابه، وآخر دعوى أهل جنّته.
ولو أنّ رجلا اجتهد في عبادة ربّه، واستفرغ مجهوده في طاعة سيّده، ليهب له الإخلاص في الدّعاء لمن أنعم عليه، وأحسن إليه، لكان حريّا بذلك أن يدرك أقصى غاية الكرم في العاجل، وأرفع درجات الكرامة في الآجل.
[2- واجبات المداح والممدوح]
وعلى أنّي لا أعرف معنى أجمع لخصال الشّكر، ولا أذلّ على جماع الفضل، من سخاوة النّفس بأداء الواجب.
ونحن وإن لم نكن أعطينا الإخلاص جميع حقّه، فإنّ المرء مع من أحبّ، وله ما احتسب.
ولا أعلم شيئا أزيد في السّيّئة من استصغارها، ولا أحبط للحسنة من العجب بها.

اسم الکتاب : الرسائل الأدبية المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 408
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست